أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
أعمالرقمنة

بناء ثقافة جاهزة رقميّاً في المؤسسات التقليدية

لا يعني جعل شركتكم رقمية التخلص من كل ما جعلها قوية.

على الرغم من أن الشركات التقليدية تجد كثيراً مما يعجبها وتتعلمه في ثقافات الشركات المولودة رقمية، فإن بعض الصفات المولودة رقمياً تثير القلق. مثلاً، تطلق أمازون دوت كوم Amazon.com أعمالاً جديدة بسرعة وتدفع إلى المزيد من المكاسب في كفاءة العمليات. ولكنها أقل إثارة للإعجاب على صعيد ما يمكن اعتباره علاقات لا هوادة فيها مع الناشرين والشركاء والمواقع المحلية والعاملين. وتحظى أوبر Uber بتقدير لقدرتها على ابتكار خدمات برشاقة. ولكن العديد من المراقبين يشعرون بخيبة أمل من الطرق التي بدا أن الشركة تنبذ من خلالها الجهاتِ التشريعية، وتستغل السائقين، وفي مجموعة من الحوادث التي غطتها الصحافة تغطية مكثفة وفشلت في حماية العاملين والعملاء من المضايقات.

وعندما صار جوناس سامويلسون Jonas Samuelson في عام 2016 الرئيس التنفيذي لإلكترولوكس Electrolux المصنعة للأجهزة المنزلية، التي تتخذ من ستوكهولم مقراً، أراد إعادة إحياء الابتكار والنمو من خلال بناء ثقافة تنظيمية أسرع وأكثر استعداداً رقميّاً. ولكن العديد من ممارسات سيليكون فالي لا تبدو مناسبة لشركته البالغ عمرها مئة سنة أو لثقافة المجتمع والأعمال في الدول الاسكندنافية. ولم يستطع سامويلسون مطالبة 55 ألف موظف بالعمل لمدة 70 ساعة في الأسبوع، ولم يتمكن من تحفزيهم بالملايين من خيارات الأسهم، ولم يستطع طرد موظفين لمجرد أن مهاراتهم الأساسية بدأت تتقادم، ولم يتمكن من إعادة تصميم عمليات الشركة ومنتجاتها باستمرار – تصنّع إلكترولوكس الأجهزة وليس البرمجيات، ويتوقع العملاء الاحتفاظ بمنتجاتهم لسنوات عديدة. ولكنه استطاع دفع تحول ثقافي كان من شأنه تنشيط الموظفين لتوليد مزيد من الابتكار والنمو المربح. واعتقد بقوة أن هذا مكّنَهُ من تغيير إلكترولوكس Electrolux إلى الأفضل من دون خسارة الصفات الرائعة بالفعل للشركة.

لقراءة المزيد اشترك في المجلة رقميا أو ادخل حسابك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى