كانت الخسائر التي ألحقها العمل في أثناء الجائحة العالمية في رضا الموظفين Job satisfaction عن وظائفهم ورفاههم العاطفي Emotional well-being سبباً في تركيز كبار قادة الأعمال على تعزيز سعادة القوة العاملة بنحو لم يحدث من قبل قط. وفي حين أن كثيرين منا– إن لم يكن أغلبنا– يحفزهم اهتمامنا الحقيقي بالأشخاص الذين يمدون مؤسساتنا بالطاقة، ونعرف أيضاً بحدسنا أن سعادة الموظفين ينبغي أن تعزز من أداء الوظيفة. لكن يظل هناك سؤالان مُلحان: أيهما يأتي أولاً، النجاح ثم السعادة أو السعادة ثم النجاح؟ وما مقدار أهمية السعادة المبدئية؟
لقد نجحت نتائج بحثنا الأخير، الذي نُشر في مجلة دراسات السعادة Journal of Happiness Studies، في تقريبنا كثيراً من الإجابة عن هذين السؤالين. في دراستنا، تابعنا نحو مليون جندي من الجيش الأمريكي مدة خمس سنوات تقريباً. وطلبنا إليهم أولاً تقييم مدى رفاههم– سعادتهم، إذا أردتم– إلى جانب تفاؤلهم، ثم تابعنا الجنود أيٌّ منهم حظُوا فيما بعد بتكريمٍ استناداً إلى أدائهم الوظيفي. وجمعنا بياناتنا في خضم الحربين في العراق وأفغانستان، لذلك كانت المخاطر كبيرة: كان بعض هذا التكريم مخصصاً لأداء وظيفي مثالي، في حين كُرِّم آخرون على أداء استثنائي في أعمال بطولية. إن التكريم في الجيش، سواء عن الأداء الوظيفي المثالي أو عن البطولة، هو حدث نادر نسبياً. فمن بين ما يقرب من مليون جندي في العينة، كُرِّم 12% فقط بجوائز من أي من النوعين خلال السنوات الخمس التي أجرينا فيها الدراسة.
لقراءة المزيد اشترك في المجلة رقميا أو ادخل حسابك