في العقود التي تلت تقديم كلايتون إم. كريستنسن Clayton M. Christensen نظريته في الابتكار المزعزِع Theory of Disruptive Innovation للعالَم للمرة الأولى، أدى تفكيره إلى توليد عوائد بالبلايين من الدولارات، وإنشاء المئات من الشركات، وبروز نموذج فكري Paradigm جديد تماماً لكيفية قلب الشركات الداخلة إلى قطاع ما لشركات عملاقة راسخة. وأُتِيحت لكارين ديلون Karen Dillon — المتعاونة مع كريستنسن لفترة طويلة والمحررة الضيفة لهذا العدد الخاص من إم آي تي سلون مانجمنت ريفيو — الفرصة للجلوس معه قبل وفاته في يناير لتستشف كيف صقل تفكيره، وكيف بدا مستقبل الابتكار من خلال تلك العدسة، وما هي التساؤلات التي كان لا يزال يتصارع معها حتى ذلك الحين. وهذه نسخة محررة من محادثتهما.
إم آي تي سلون مانجمنت ريفيو: بمرور السنين، صارت عبارة الابتكار المزعزع تعني أشياء كثيرة للناس. ولكن الإيحاء الواسع النطاق والجارف بأن «المزعزِع» مرادف لـ«بداية طموحة» غير صحيح، أليس كذلك؟ لهدف التوثيق: كيف ترغب في تعريف الابتكار المزعزع؟
كلايتون إم. كريستنسن: يصف الابتكار المزعزع عملية Process يتجذر من خلالها منتج Product أو خدمة Service يغذيهما عامل تمكين تكنولوجي في البداية في تطبيقات بسيطة في الجانب الرخيص من سوق ما Low end of a market — بأن يكونا عادة أقل تكلفة وأسهل منالاً — ثم يتحركان بلا هوادة نحو الجانب الأغلى، فيزيحان في نهاية المطاف منافسين أساسيين. وليست الابتكارات المزعزعة ابتكارات مميزة أو «بدايات طموحة» تعمل لتغيير كيفية القيام بالأعمال في شكل كبير، بل تتألف بدلاً من ذلك من منتجات وخدمات بسيطة وسهلة المنال ميسورة التكلفة. وأحياناً كثيرة تبدو هذه المنتجات والخدمات متواضعة عند بدايتها، لكن بمرور الوقت، تمتلك الإمكانية اللازمة لتحويل Transform صناعة ما. وتحدث روبرت ميرتون Robert Merton عن فكرة «الطمس بواسطة التأسيس» Obliteration by incorporation، حيث يتعمم مفهوم إلى حد يجعل أصوله طي النسيان. وأخشى أن يكون ذلك قد حدث للفكرة الأساسية عن نظرية الزعزعة التي من المهم فهمها لأنها أداة يستطيع الناس استخدامها لتوقع السلوك. وهذه هي قيمتها — ليس فقط لتوقع ما سيفعله منافسكم بل أيضاً لتوقع ما قد تفعله شركتكم. فهي يمكنها أن تساعدكم على تجنب اختيار الاستراتيجية الخاطئة.
لقراءة المزيد اشترك في المجلة رقميا أو ادخل حسابك