استراتيجيات الاستدامة

تسعى عديد من الشركات إلى أن تضطلع بواجباتها المدنية بنحو أفضل من خلال الحد من تأثيرها البيئي وتحسين ظروف العاملين. وفي حين أدى المستهلكون الناشطون دوراً في دفع الشركات إلى إجراء تغييرات إيجابية، يفكر القادة ذوو البصيرة هم أنفسهم في فرص النمو التي يمكن أن تأتي من السعي إلى تحقيق أجندات كهذه.

ويقول ماركو بيرتيني Marco Bertini وجون بينيدا John Pineda وأماديوس بيتزكي Amadeus Petzke وجان مانويل إيزاريه Jean-Manuel Izaret إن تنفيذ استراتيجية أعمال تؤدي إلى أضرار أقل للبيئة ومنصفة للأطراف المعنية كلها، لا تعني بالضرورة التضحية بهوامش الربح. ويقولون إن التفكير الأكثر إبداعاً في كل من آليات التسعير وتخفيف التكاليف يمكن أن يسمح للشركة بالاضطلاع بعمل جيد من خلال القيام بعمل خيِّر. 

ويرى الباحثان في سلاسل التوريد تيم كرافت Tim Kraft ويانتشونغ جينغ Yanchong Zheng أن الجهود الرامية إلى تحسين الشفافية في سلسلة التوريد– واجتثاث الموردين السيئين ذوي الممارسات البيئية أو العمالية السيئة– هي وسيلة للشركات للتميز عن المنافسين واجتذاب العملاء الذين يفضلون الشراء من شركات مسؤولة اجتماعياً. ومن المجالات الغامضة بنحو خاص في سلسلة التوريد التعاقد من الباطن غير المصرح به، لكن أبحاث فيليبي كارو Felipe Caro وليونارد لاين Leonard Lane وآنا سايز دي تيخادا كوينكا Anna Sáez de Tejada Cuenca التي تدحض الأساطير تُظهر قدرة التحليلات على توقع هذه المشكلة والحد منها. 

 وأخيراً في حين أن البعض متشائم بشأن احتمالات إزالة الكربون على نطاق واسع من قطاعات مثل الحرارة الصناعية والنقل الثقيل، يقدم أموري لوفينز Amory Lovins وجهة نظر بديلة: إنه يرى تحولاً مزعزعاً يلوح في الأفق، إذ سيستغل منافسون جُدد التحول من الوقود الأحفوري إلى الكهرباء المتجددة لتطوير نماذج أعمال جديدة– مما يقربنا من الوعد بصافٍ صفر في العام 2050. 

— إليزابيث هيشلر