اختراق عدم المساواة في المنزل
جينيفر لويز بتريغلييري
على الرغم من أن عدد الأزواج الذين يعمل كل من الشريكين في وظيفة يزداد كل سنة، تواصل النساء يواصلن أداء معظم العمل في المنزل. ويُعَد عدم المساواة هذا مصدراً للضغط على النساء العاملات وللتوتر في العلاقة بين الأزواج، وهذا هو السبب الرئيسي وراء انحراف النساء عن الحياة الوظيفية، واستغراقهن لوقت أطول في التطور الوظيفي، وعدم تقدمهن إلى مراتب عليا بقدر ما يفعل الرجال.
ويتعرف العديد من الأزواج العاملين على هذه المشكلات ويحاولون تقاسم العمل بشكل أكثر إنصافاً. وفي محاولة لتحقيق التوازن بين استثمارهم في الأعمال المنزلية وإدارة حياتهم المعقدة، يتحولون بشكل متزايد إلى التكنولوجيا. وتعِد التطبيقات مثل كوزي Cozi وبيكنيك Picniic ووندر ليست Wunderlist ولايبور أوف لوف Labor of Love ورممبر ذا ميلك Remember the Milk بمساعدة الأزواج على تقسيم العبء العقلي والبدني للإدارة المنزلية، والتعاون في إدارة الأعمال الروتينية، وتحديد المواعيد، وضمان عدم إهمال أي واجب عائلي. ولكن إلى أي مدى يمكن لتطبيق أن يساعد الأزواج حقّاً على اختراق عدم المساواة في المنزل؟
وضمن مشروع بحثي مستمر يبحث في حياة الأزواج ذوي المهن، أدرسُ أثر التكنولوجيا في إدارة توازن العمل المنزلي بين الشريكين. وفعل ذلك معظم الأزواج الذين درستُهم ممن تبنوا تطبيقات إدارة الأسرة للوصول إلى نقطة تحول على صعيد عدم التوازن والحمل الزائد. ووجدتُ أن التطبيقات قد تساعد على معالجة هذه المسائل، ولكن في الوقت نفسه قد تعوق التقدم بل وتُفاقم المشكلات. واكتشفتُ أن ما يحقق الفرق هو الكيفية التي ينظر بها الأزواج إلى التكنولوجيا ويتبنونها.
ببساطة، تفشل التطبيقات في أن تكون فاعلة عندما يعاملها الأزواج كحل لما يعوقهم. وهذا يبدو مفارقة – فمعظم التطبيقات يعد بتلبية هذا الغرض بالضبط. ما الذي يحدث إذاً؟
عندما يتعامل الأزواج مع التكنولوجيا كحل، يقفزون مباشرةً إلى وضع التنفيذ. فهم يقضون الوقت في البحث عن «أفضل» التطبيقات واختبارها والاتفاق عليها. ثم يُشغّلون التكنولوجيا مباشرة. وعند فعلهم لذلك يتجاهل الأزواج القوى الأساسية التي أوجدت اختلال التوازن والحمل الزائد في المقام الأول – مثلاً، صراعاتهم من أجل السلطة والتحكم، والأدوار التي يتوقعون أن يؤديها الآخر في حياتهم المشتركة، والتوقعات المجتمعية للنوع الجنسي (الجنوسة) Gender التي تلقي بأثر قويّ عليهم. وتتمثل المشكلة في تجاهل هذه القوى، كما وصفها بشكل رصين أحد الرجال الذين قابلتهم، في أن «التطبيقات صارت من أعراض المشكلة». دعونا نستكشف كيفية حدوث ذلك.
لتبني تطبيق ما، يحتاج الأزواج إلى إدخال كل أعمالهم المنزلية الروتينية في قائمة، مع الإشارة عادةً إلى المواعيد النهائية والمهام المتكررة. وتجعل هذه المجموعة عدم المساواة التاريخي بين الزوجين على صعيد المساهمات في العمل المنزلي شفافا بالكامل. وللمساعدة على إعادة التوازن إلى الجهد المبذول، تتمثل الميزة القياسية لكل التطبيقات التي نظرتُ فيها بقدرة الشريكين على تخصيص مهام لكل منهما.
ولدى الأزواج الذين تعاملوا مع التكنولوجيا باعتبارها الحل وتجاهلوا الأسباب الكامنة وراء عدم المساواة، استُخدِمت هذه الميزة بطريقة جعلت الأمور أسوأ. فالشريك الذي كان يتولى حصة الأسد من المهام المنزلية (المرأة، عادة، وإن لم يكن دائماً) كان هو الشخص الذي أسند المهام إلى الآخر. وهذا منطقي عقلانيّاً. فقد امتلك الشريك «المُكلِّف» رؤية أكثر اكتمالاً لما يلزم القيام به واستطاع أن يشرك الشريك الآخر في المهام من خلال الميزة. ومع ذلك، نادراً ما ينجح وجود مكلِّف واحد. فقد أوضح رجل تحدثت معه قائلاً: «لم تكن هناك محادثة. كنت فقط أحصل على إشعارات من التطبيق بأن لدي مهمة يجب أن أؤديها وموعداً نهائياً لذلك. كنت مستاء جدا من ذلك. لقد حول التطبيق زوجتي إلى مديري».
وأدت الأدوار التي تولاها الأشخاص – المدير المزعج، الزوج المستاء – إلى زيادة التوترات بين الأزواج وكثيراً ما دفعتهم إلى التخلي عن التكنولوجيا والعودة إلى حالة عدم التوازن السابقة. وكما أوضحت إحدى النساء: «صارت عائلتنا ممارسة من ممارسات إدارة المشاريع، وليس عائلة، وكنت مدير المشروع. من جهة، شعرت بأنني على حق لأنني أؤدي عملاً منزلياً أكثر منه، لكن بدلاً من جعله يعمل أكثر، جعلنا أكثر معاناة. هل كان الأمر يستحق؟ لا. وبعد ستة أسابيع استسلمنا».
ووجدتُ أن الأزواج الذين أحدثت تكنولوجيا إدارة الأسرة فرقاً إيجابيّاً كبيراً في حياتهم قاربوا اعتمادها من زاوية مختلفة تماماً. فبدلاً من التعامل معها كحل في حد ذاته، تعاملوا معها كطريقة لتطبيق حل وجدوه من خلال محادثات صريحة حول أدوارهم المطلوبة في علاقتهم وتوقعاتهم من بعضهم بعضاً ولمتابعة هذا الحل. فمن خلال هذه المناقشات، قرروا الكيفية التي يتعين من خلالها تقسيم المهام المنزلية وإدارتها. ولم تكن المحادثات سهلة دائماً، لكنها شكلت الأساس لصفقة ساعدت الشريكين على التغلب على مسائل عدم المساواة والحمل الزائد لديهما.
ومن بين الأزواج الذين قابلتهم، هناك زوجان، بعد أن وصلا إلى شفير الانهيار قبل عيد الميلاد مباشرة، قضيا يوماً كاملاً في استكشاف السبب في وصول مساهمتهما في العمل المنزلي إلى وضع غير متوازن جداً وفي التفاوض على تقسيم العمل لمعالجة الوضع. بمجرد الموافقة بحزم على الأمر، اعتمدا تطبيقاً لتحقيق ذلك. وقال الزوج: «كان الوضوح هو الذي تخلص من الاحتكاك، وليس التطبيق. فالتطبيق هو ببساطة وسيلة لمتابعة الوضوح. والآن لدينا اجتماع لإعادة الضبط كل ثلاثة أشهر لإعادة النظر في صفقتنا والتأكد من أنها لا تزال ناجحة لكلينا».
«كنت فقط أحصل على إشعارات من التطبيق بأن لديَّ مهمةً يجب أن أؤديها وموعداً نهائيّاً لذلك. كنت مستاء جدا من ذلك. لقد حوَّل التطبيق زوجتي إلى مديري».
ومن المثير للدهشة أن الأزواج الذين توصلوا إلى حلولهم من خلال محادثات الاستكشاف كانوا المستخدمين الأكثف للتطبيقات. فقد استخدموا تطبيقات لأي شيء من متابعة الأعمال الروتينية وتجميع قوائم التسوق إلى تحديد المواعيد وإدارة التقويمات والتخطيط للعطلات وغيرها من الأحداث. وكما لاحظت إحدى النساء: «صار التطبيق دماغنا الخارجي». وأفاد هؤلاء الأزواج بأنهم عثروا على تطبيقات مفيدة بشكل لا يُصدَّق في تقليل الحمل الزائد، وتحقيق التوازن بين المهام، وإبقائهم هم وأسرهم على المسار الصحيح. وأفادوا أيضاً بأن التطبيقات غيرت طريقة استخدامهم لوقتهم عندما كانوا معاً والمحادثات التي أجروها.
وقالت امرأة: «أفضل قضاء الساعتين المتوفرتين لنا كل مساء لمناقشة شعورنا والكيفية التي كان عليها يومنا بدلاً من [مناقشة] اللوجستيات. لقد أنهى التطبيق تلك المحادثات الإدارية المملة. وصار وقتنا وقتاً لطيفا، وليس وقتاً عمليّاً». وأدلى العديد من الأزواج الذين اعتمدوا التكنولوجيا كوسيلة لتطبيق الحل بتعليقات مماثلة. وقالوا إن التكنولوجيا نجحت بشكل ممتاز كمتابع، والمكافأة المضافة أنها أصبحت أداة لتعزيز وقتهم اللطيف.
تظهر أبحاثي أن الأزواج يمكنهم اختراق اللامساواة – ليس من خلال التكنولوجيا، بل من خلال المحادثات التي تكشف القوى التي تسبب الخلل في علاقتهم. بمجرد استكشاف هذه القوى والتفاوض على حلول لها، يمكنهم استخدام تطبيقات إدارة الأسرة لإحداث فرق إيجابي في حياتهم.
للتعليق على هذا الموضوع http://sloanreview.mit.edu/x/61106.