لا شك في أن التعاون، في مشهد عالمي تنافسي، يسمح للشركات بخدمة العملاء المُتطلِّبين بشكل أكثر سلاسة، والاستجابة بسرعة أكبر للبيئات المتغيرة، والابتكار بسرعة أكبر. ولكن عندما تحاول إحدى المؤسسات تعزيز التعاون من خلال اعتماد هيكل أو تكنولوجيا أو طريقة عمل رسمية جديدة، فإنها تضيف في الأغلب تدفقاً ثابتاً من التفاعلات المستهلكة للوقت والطاقة إلى عبء العمل الذي لا هوادة فيه بالفعل؛ مما يقلل من الأداء بدلاً من تحسينه.
فكروا في العواقب عند المستوى الفردي: ليس من غير المعتاد أن نشعر كما لو أننا نبدأ عملنا للتو عند الساعة الخامسة مساء، بعدما هدأت أخيراً مجموعة الطلبات اليومية. وبفضل العدد الكبير من التكنولوجيات التي تبقينا على ارتباط، والعمليات العالمية المتكاملة المتزايدة، والحاجة إلى تطبيق نهج متعدد التخصصات Multidisciplinary على المنتجات والخدمات المعقدة، تضخمت المشكلة على مدار العقد الماضي، مع زيادة المتطلبات الخاصة بوقت التعاون بأكثر من %50. فمعظم العاملين والقادة في مجال المعرفة يقضون %85 أو أكثر من وقتهم في الرد على رسائل البريد الإلكترونيوفي الاجتماعات وعلى الهاتف. ويتصارع الموظفون مع زيادة حجم رسائل البريد الإلكتروني وانتشار الأدوات التعاونية الجديدة وتوقعات الردود السريعة على الرسائل – الأمر الذي يؤثر تأثيرا ضارا في جودة العمل والكفاءة. وتخبرنا الأبحاث بأن التشتيت البسيط، مثل التحقق من رسالة نصية، يشتت انتباهنا أكثر مما ندرك، وأن التشتيت الأكثر استهلاكاً – مثل الرد على رسالة بريد إلكتروني – قد يكلفنا أكثر من 20 دقيقة لاستعادة تركيزنا بالكامل.
لقراءة المزيد اشترك في المجلة رقميا أو ادخل حسابك