أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
أعمالبحثرقمنة

فوائد مجلس الإدارة المطلع على الثقافة الرقمية

وجود مجلس إدارة من ذوي الخبرة في مجال الأعمال الرقمية هو عامل التمييز الجديد في الأداء المالي.

بيتر ويل، توماس أبل، ستيفاني إل وورنر، جينيفر إس بانر

تواجه مجالس الإدارة العديد من المسائل التي تتنافس على نيل اهتمامها، لكن الإلمام الرقمي في عصر التحول الرقمي يرتفع بسرعة إلى قمة القائمة. فكل الشركات تقريباً تبحث عن طرق يمكن من خلالها استخدام التكنولوجيا لتحسين نماذج أعمالها Business models، وتجربة العملاء Customer experience، والكفاءة التشغيلية Operational efficiency، وأكثر من ذلك- ويتعين على مجالس الإدارة أن تساعد شركاتها على المضي قدماً بوتيرة كافية، ومناصرة التغيير من خلال توفير الدعم للرؤساء التنفيذيين وتحفيزهم في بعض الأحيان. ومن المحتمل أن تحقق مجالس إدارة هذه نتائج مالية أفضل من المجالس التي لا تقوم بذلك.

هذا ما اكتشفناه عندما أجرينا تحليلاً بالتعلم بالآلة Machine learning للمعرفة الرقمية لكل مجالس إدارة الأعمال المدرجة في الولايات المتحدة. (انظر: حول هذا البحث). ويظهر بحثنا أن الشركات التي تتمتع مجالس إدارتها باطلاع رقمي Digital savvy يفوق أداؤها الشركات التي تفتقر مجالس إدارتها إلى هذا الاطلاع. ونعرِّف الاطلاع الرقمي بأنه فهم، طُوِّر من خلال التجربة والتعليم، للأثر الذي ستحدثه التكنولوجيات الناشئة في نجاح الأعمال على مدار العقد المقبل. وقسناه من خلال تحليل للبيانات المتوفرة في استطلاعات للرأي، ومقابلات، ومنشورات تعريفية للشركات، وسير ذاتية لنحو 40 ألف عضو في مجالس إدارة، واستخرجنا كلمات أساسية تشير إلى التعرض إلى الطرق الرقمية في التفكير والعمل.

وكانت اكتشافاتنا مذهلة؛ فقد وجدنا أن من بين الشركات التي تزيد إيراداتها على بليون دولار، كان لدى %24 منها مجالس إدارة مطلعة رقميّاً، وأن هذه الأعمال تفوقت بشكل كبير على الأعمال الأخرى في المقاييس الرئيسية Key metrics- مثل: نمو الإيرادات Revenue growth، والعائد على الأصول Return on assets، ونمو الرسملة السوقية Market cap growth.

تستلزم ممارسة الأعمال في العصر الرقمي مخاطر تتراوح بين انتهاكات الأمن السيبراني ومسائل الخصوصية وبين زعزعة نماذج الأعمال والفرص التنافسية الضائعة. وعندما يفتقر مجلس إدارة إلى الاطلاع الرقمي، لا يمكنه التعامل مع العناصر المهمة للاستراتيجية والرقابة، ومن ثمَّ لا يمكنه أداء دوره الحاسم في المساعدة على توجيه الشركة إلى مستقبل ناجح. ولكن الشركات تستطيع إصلاح ذلك من خلال فهم الخصائص التي يجب البحث عنها في الأعضاء الموجودين والجدد في مجالس الإدارة، وإدارة أجندات مجالس الإدارة بشكل مختلف، وإيجاد فرص تعلم جديدة.

سؤال أساسي كيف تساعد مجالس الإدارة على التحول الرقمي؟ الاستنتاجات * الأعضاء في مجالس الإدارة الذين يفهمون أثر التكنولوجيات الناشئة في نجاح الأعمال يساعدون الشركات على التفوق على الشركات المنافسة. * يتطلب الأمر وجود ثلاثة أعضاء في مجلس الإدارة يكونون مطلعين رقمياً للتأثير في الأداء. * يمكن جعل مجالس الإدارة أكثر اطلاعاً رقمياً عن طريق إضافة أعضاء جدد، وتغيير أجندات المجالس، وتوفير فرص تعليمية للأعضاء الحاليين في المجالس.

ما الذي يجعل مجلس الإدارة مطَّلعاً رقميّاً

تشير أبحاثنا إلى أن ثلاثة عوامل تجعل مجلس الإدارة مطلعاً رقمياً: الخلفيات الفردية للأعضاء، وعدد الأعضاء من ذوي التجربة الرقمية العميقة، وطريقة تفاعل المجلس مع الإدارة حول الدور الاستراتيجي للتكنولوجيا.

خلفيات الأفراد مهمة. في مجلس إدارة مطلع على الثقافة الرقمية، يكون لدى الأعضاء فهم على مستوى المؤسسة للتكنولوجيا الحالية مثل: المنصات الرقمية، والذكاء الاصطناعي، والبيانات الكبيرة، والعمليات النقّالة والرقمية Mobile and digital processes التي تمكّن نماذج الأعمال الجديدة، وتجربة العملاء المحسنة، والعمليات الأكثر كفاءة. وغالباً ما يكون الاطلاع الرقمي لعضو في مجلس إدارة نتيجة لنشاط من اثنين: الوقت الذي يقضيه، إما كعضو في مجلس الإدارة أو كمسؤول تنفيذي بارز، في صناعة ذات سرعة مرتفعة حيث تتغير نماذج الأعمال بسرعة، مثل البرمجيات أو الاتصالات؛ أو شغل دور تنفيذي ذي مكون تكنولوجي قوي، مثل دور المسؤول الرئيسي عن المعلومات CIO، أو المسؤول الرئيسي عن التكنولوجيا CTO، أو المسؤول الرئيسي عن التشغيل COO، أو المسؤول الرئيسي عن البيانات Chief data officer، أو في الآونة الأخيرة، المسؤول الرئيسي عن التسويق Chief marketing officer. ومن منظورهم، يمتلك أعضاء كهؤلاء في مجالس الإدارة فهماً لموعد الالتزام وموعد التجربة وموعد الشراكة. ويمكنهم أيضاً اكتشاف المؤشرات المبكرة للنجاحات والتحديات الخاصة بالمبادرات الجديدة التي تعمل على النطاق المؤسسي.

الأمر يحتاج إلى ثلاثة أطراف. اختبرنا ما إذا كان عدد أعضاء مجالس الإدارة المطلعين رقميّاً سيؤثر في الأداء المالي للشركة، ووجدنا أن الأمر يحتاج إلى ثلاثة أعضاء ليكون له أثر ذو دلالة إحصائية1عَلّقت عدة أعضاء نساء في مجالس إدارة بأن الرقم ثلاثة كان أيضاً رقماً سحريّاً فيما يتعلق بجني فوائد التنوع بين الجنسين في المجالس. يُبرَز هذا المنظور في أبحاث فولكسفاغن.
Kramer, A.M. Konrad, and S. Erkut, “Critical Mass on Corporate Boards: Why Three or More Women Enhance Governance” (Wellesley, Massachusetts: Wellesley Centers for Women, 2006).
. ولم نلاحظ اختلافاً كبيراً في الأداء المالي بين الشركات التي لديها عضو أو عضوان مطلعان رقميّاً في مجالس الإدارة وتلك التي ليس لديها أي عضو. ولكن الشركات التي لديها ثلاثة أو أكثر من الأعضاء في مجالس الإدارة من ذوي الاطلاع الرقمي تكون هوامش ربحها أعلى بنسبة %17 من تلك التي لديها عضوان مطلعان رقميّاً أو أقل، ونمو في الإيرادات أعلى بنسبة %88، وعائد على الأصول أعلى بنسبة %34، ونمو للرسملة السوقية أعلى بنسبة %34. وفيما يتجاوز الأعضاء الثلاثة في مجالس الإدارة المطلعين رقميّاً، كانت الاختلافات التدريجية في الأداء صغيرة. وقال عضو في أحد مجالس الإدارة: «يواجه عضو مجلس إدارة يتمتع بالاطلاع التكنولوجي في غرفة الاجتماعات خطر شعوره بالوحدة وأن يُسَاء فهمه. ولتحقيق التغيير على مستوى المجلس، فإنه يجب أن تتوفر كتلة حاسمة من أعضاء مجس الإدارة الذين يفهمون حقاً.»

غالباً ما يكون الاطلاع الرقمي لعضو في مجلس إدارة نتيجة للوقت الذي يقضيه كمسؤول تنفيذي بارز في صناعة ذات سرعة مرتفعة، حيث تتغير نماذج الأعمال بسرعة، مثل: البرمجيات أو الاتصالات، أو شغل دور تنفيذي ذي مكون تكنولوجي قوي.

وكانت آثار الأعضاء الثلاثة في مجالس الإدارة المطلعين رقمياً متسقة في كل الصناعات، على الرغم من اختلاف النسبة المئوية لهذه المجالس وفق الصناعة. (انظر: بعض الصناعات أكثر اطلاعاً من غيرها). وبينما كان، في المتوسط، %57 من مجالس إدارة الشركات في صناعات المعلومات مطلعة رقميّاً، توفر هذا الفهم لدى %24 فقط من مجالس إدارة الشركات في البيع بالتجزئة، ولدى أقل من %10 في النقل والبناء والتعدين.

من المهم طرح أسئلة صعبة حول التكنولوجيا والاستراتيجية. لاحظ العديد من أعضاء مجالس الإدارة الذين تحدثنا إلى أن الشركات غير المطلِّعة ومجالس إدارتها تميل إلى التفكير في الاستراتيجية بشكل تقليدي، إذ تسأل أولاً «ما استراتيجيتنا؟» ثم «كيف يمكننا تنظيم مواردنا، بما في ذلك التكنولوجيا، لتحقيقها؟» وغالباً ما يلجأ المديرون في هذه الشركات إلى التكنولوجيا عندما يكونون مستعدين للتنفيذ، وليس عندما يكونون لا يزالون يحددون الاتجاه. وعلى النقيض من ذلك، تسأل الشركات المطلعة رقميّاً ومجالس إدارتها نفسها في وقت مبكر: «كيف يمكننا استخدام التكنولوجيا لإسعاد العملاء ولأن نكون أكثر فاعلية؟» وتتخذ الإدارة نهجاً من نُهُج الاختبار والتعلم في مجال التخطيط الاستراتيجي، والتجربة من أجل معرفة ما يؤدي دوره، ثم توسيع نطاق النجاحات. وستطرح المجالس المطلعة رقميّاً أسئلة صعبة مثل بدلاً من التكهن: «كيف يمكننا بسرعة اختبار ما إذا كان العملاء معجبين حقاً بهذا العرض الجديد ويتعلمون ويتكيفون؟ أو عندما نطلق هذا العرض الجديد، كيف يمكننا متابعة الاستخدام والأثر في صافي الدخل؟» ومن خلال طرح أسئلة مثل هذه ثم المشاركة مع المسؤولين التنفيذيين، وقد تساعد مجالس الإدارة شركاتها على تعلم ما يجعلها مهمة، يمكن رقمنة هذه السمات أو المزايا – أو «جواهر التاج» – من خلال الابتكار الداخلي أو الشراكة الخارجية أو كليهما. وتشمل الشركات التي تحقق أقصى استفادة من جواهر تاجها بهذه الطريقة أمازون (مطابقة احتياجات العملاء مع مزودي الخدمات)، وشنايدر إلكتريك Schneider Electric (توفير خدمات إدارة الطاقة في الوقت الفعلي)، وبي بي في إيه BBVA (مطابقة الخدمات المصرفية: مثل تقييم المخاطر مع أهداف العملاء).

وبعبارة أخرى، بدلاً من التركيز على أساسيات التكنولوجيا نفسها، يستخدم أعضاء مجلس الإدارة المتطورون رقميّاً بصيرتهم حول الاتجاهات والتحول لمساعدة المديرين على استكشاف الصورة الأكبر التي تواجهها الشركة في مجال المنافسة. وقال أحد أعضاء مجالس الإدارة الذين قابلناهم: «يغير أعضاء مجالس الإدارة المطلعين رقميّاً المحادثة حول المخاطرة من تقييم خطر مبادرات معينة على المشاريع إلى خطر عدم القيام بشيء جديد على نموذج الأعمال.»

لهذه الأسباب، يمكن لمجالس الإدارة المطلعة رقميّاً أن تبقي الإدارة نزيهة. مثلاً، يحضر واحد أو اثنان من الأعضاء في مجلس إدارة نتفليكس Netflix الاجتماعات الإدارية الشهرية وربع السنوية كمراقبين ليعززوا اطلاعهم ويشاركوا ما استبصروه من أمور مع الزملاء بعد ذلك.2D.F. Larcker and B. Tayan, “Netflix Approach to Governance: Genuine Transparency With the Board,” working paper 3668, Stanford Graduate School of Business, Stanford, California, May 1, 2018. وأخبرنا عضو في مجلس إدارة في شركة أخرى «بأن الإدارة يمكن أن تفقد فهمها لكونها مسؤولة أمام مجلس الإدارة عن مثل هذه الأمور أيضا.» فهي «تعتقد أنها تستطيع طرح أي شيء على المجلس وأن المجلس سيقول، ‘نعم، موافق’. فالمجالس المطلعة رقميّاً تعترض وتطرح أسئلة صعبة. يتمثل أحد أهم الأمور وأصعبها بالنسبة إلى مجلس الإدارة في الحصول على مجال حقيقي للرؤية لما يحدث في الشركة. ويبدو الأمر واضحاً جداً، لكنه ليس بالأمر السهل.»

تشكيل مجلسكم المطلع

عندما حددنا المؤشرات الخاصة بالكلمات الرئيسية للاطلاع الرقمي، وجدنا أن أعضاء مجالس الإدارة هؤلاء لديهم مؤشر مميز واحد مثل الواقع الافتراضي أو المسؤول الرئيسي عن المعلومات أو عدة مؤشرات أقل تميزاً مثل شركات التكنولوجيا والتكنولوجيا المتنوعة والمهارات والتكنولوجيا. وكانت كلمات مثل: البرمجيات، والوسائط الرقمية، والمسؤول الرئيسي عن التكنولوجيا، والتجارة الإلكترونية، والسحابة، والذكاء الاصطناعي، والبيانات،إشارات شائعة إلى أن أعضاء مجالس الإدارة لديهم الخلفية الصحيحة للمساعدة على التحول الرقمي لشركاتهم. (انظر: كيف يُوصَف أعضاء مجالس الإدارة المطلعون رقمياً) وبمجرد أن تعرف المؤسسات ما هي المؤشرات التي يجب البحث عنها، وكيف يمكنها أن تجعل مجالسها أكثر اطلاعاً رقميّاً؟ تقوم بذلك استراتيجيّاً بإضافة أعضاء جدد، وتغيير أجندات مجلس الإدارة، وتشجيع الفرص التعليمية للأعضاء الحاليين.

إضافة أعضاء جدد في مجالس الإدارة. بالنسبة إلى معظم مجالس الإدارة، يعني وجودُ ثلاثة أعضاء في المجالس مطلعين رقميّاً إضافةَ عضو واحد جديد على الأقل. وأخبرنا العديد من أعضاء مجالس الإدارة بأنهم صاروا يشاهدون أعضاء جدداً في مجالس إدارة شركات عامة، وغالباً ما يكونون أصغر سناً من العضو العادي، يُدعَون إلى الانضمام بسبب تجربتهم الرقمية.

واستناداً إلى تحليلنا للكلمات الرئيسية وعملنا مع المجالس، وجدنا أن أعضاء مجالس الإدارة المطلعين رقميّاً يمكن العثور عليهم في عدة أماكن. فأعضاء مجالس الإدارة، أو كبار المسؤولين التنفيذيين السابقين في الشركات التي تعمل في الصناعات التي تغير فيها التكنولوجيا خدمات المنتجات كل سنتين أو ثلاث سنوات، يكونون عادةً مطلعين رقميّاً. وكذلك، هناك أيضاً أعضاء مجالس الإدارة أو مسؤولون تنفيذيون سابقون للشركات التي طورت أعمالاً مستندة إلى منصات إلكترونية.

تغيير أجندة مجلس الإدارة. إلى جانب إضافة أعضاء جدد، قد تزيد المجالس من الاطلاع الرقمي للفريق الموجود. وتتوفر لدى العديد من المجالس لجان تكنولوجية أو مجموعات مماثلة توجهها في شأن المسائل الرقمية، وغالباً ما تُشرِك هذه اللجان أفراداً غير أعضاء في مجالس الإدارة وخبراء خارجيين كمستشارين (العديد من المصارف التي تحدثنا إليها فعلت ذلك). ويمكن لهذه اللجان تعويض الفجوات في المعرفة، وهو مكان جيد للبدء. ولكن في غضون بضع سنوات، يجب أن يستوعب المجلس بكامله المسائل الرقمية.

وتتمثل الطريقة الأكثر فاعلية التي لاحظناها في زيارة مؤسسات أخرى للتعلم من تجاربها – فيما وصفه أحد أعضاء مجالس الإدارة بـ «السياحة الرقمية.» واتخذ ذلك شكل مناقشات سرية وشخصية مع قادة الشركات الرقمية منذ نشأتها مثل أمازون وتنسنت Tencent وغوغل ولينكد إن. وغالباً ما علق أعضاء مجالس الإدارة الذين قاموا بهذه الرحلات على الطريقة المختلفة التي تتصرف بها الشركات الرقمية منذ نشأتها – ولاسيما كيفية استخدامها اتخاذ القرارات المستند إلى أدلة، وإعادة استخدام المنصات الرقمية، وتطبيق تقنيات الاختبار والتعلم بدلاً من تطبيقات التحول المفاجئ، وجعل الجميع يشاركون في الابتكار.

وكانت الزيارات إلى الشركات غير المنافسة التي حققت تقدماً كبيراً في التحول الرقمي في الصناعات المماثلة قيِّمة أيضاً. وكانت الاستراحات خلال هذه الاجتماعات مفيدة بشكل خاص: قال أحد أعضاء مجالس الإدارة إن المحادثات المهمة بين أعضاء مجالس الإدارة حدثت أثناء الوجبات والمناقشة الجانبية والسفر. ففي تلك الأوقات أُتيحَت للزائرين فرصة لمناقشة المسائل بشكل خاص وصريح (وبشكل غير رسمي)، ومقارنة ما شاهدوه بما يحدث في شركاتهم. ويلخص أحد أعضاء مجالس الإدارة قيمة هذه المحادثات: «إذا لم تخرجوا وتَرَوا كيف يبدو ‘الشيء الأفضل’، فإنه يمكنكم في الواقع أن تعتقدوا أنكم تعملون بشكل جيد.»

وذكر العديد من أعضاء مجالس الإدارة أن الخلوات Retreats الاستراتيجية السنوية، أو الأكثر تكراراً، مهمة جداً لتحسين الاطلاع الرقمي للمجلس. ويُعتبَر وجود قدر كبير من الوقت المخصص – غالباً يوم أو يومان من دون انقطاع – للتركيز على التهديدات والفرص الرقمية نقطة انطلاق. وقد تشمل الأنشطة الأخرى في الخلوات المشاركة مع متحدثين خارجيين مُحفِّزين، ومناقشة العروض التقديمية للمسؤولين التنفيذيين للشركة حول وجهات نظرهم في شأن المستقبل، وإجراء تمارين عملية مثل إجراء دراسات حالة عن فرص التعلم (المعروفة رسمياً بـ «الإخفاقات»). وتكون هذه الاجتماعات أكثر فاعلية عندما يكون جميع أعضاء مجالس الإدارة والمديرون التنفيذيون حاضرين، وعندما تشمل تدريبات أو مناقشات في مجموعات صغيرة مع توجيه واضح حول مصير التبصرات بعد انتهاء الخلوة.

يمكن أن تتعلم مجالس الإدارة كثيراً من خلال زيارة الشركات الرقمية منذ نشأتها. وكما أوضح أحد أعضاء مجالس الإدارة، إذا لم تخرجوا وَتَروا كيف يبدو «الشيء الأفضل»، فإنه في الواقع أن تعتقدوا أنكم تعملون بشكل جيد.

 

تشجيع التعلم الموجه ذاتياً. بالطبع، لا بديل لأعضاء مجالس الإدارة الفضوليين والملتزمين الذين يفهمون المجالات التي يحتاجون إلى تطويرها. وأخبرنا بعض أعضاء مجلس الإدارة بأنهم استثمروا في اكتساب الاطلاع الرقمي عندما لم تكن لديهم تجربة رقمية سابقة، وخضعوا لدورات عبر الإنترنت ودورات شخصية، وقرؤوا تقارير الأبحاث ودراسات الحالة، وحضروا مؤتمرات تكنولوجية، وعثروا على موجهين عكسيين Reverse mentors- «زملاء رقميين» – للتعلم منهم. وتطوع آخرون في أدوار ليتعلموا أثناء أداء الوظيفة: وقال أحد أعضاء مجالس الإدارة متأملا: «عندما أُتيحَت الفرصة للانضمام إلى لجنة تكنولوجيا المعلومات أو لجنة المكافآت، اقتنصت فرصة لجنة تكنولوجيا المعلومات.»

لكي نكون واضحين، نحن لا ندفع إلى وضع مجالس الإدارة استراتيجية رقمية – هذا هو دور الإدارة. وبدلاً من ذلك، فإنه يجب على المجالس أن تشجع على التغيير والتقدم وتدفع باتجاههما، والنظر إلى الصورة الكبيرة، والمراجعة، والسؤال.

فمعظم الشركات حالياً تتصارع مع التحول الرقمي بطريقة ما. وعلى الرغم من عدم وجود دليل مثبت حتى الآن، فإنه يمكن للمشاركة النشطة لمجلس الإدارة المطلع أن تمنح الشركات ميزة أداء على الشركات المنافسة التي تواجه تحديات مماثلة.

حول البحث لتحديد الكلمات الرئيسية التي تمثل الأعضاء في مجالس الإدارة المطلعين رقميّاً، استطلعنا رأي 81 من أعضاء مجالس الإدارة وقابلنا 14؛ وقيمنا رسائل لرؤساء مجالس إدارة ورؤساء تنفيذيين؛ وحللنا السير الذاتية في أحدث البيانات السنوية التي تصدرها الشركات العامة الأمريكية قبل الجمعيات العمومية (باستثناء صناديق المؤشرات والصناديق الأخرى)، مع الاستفادة من البيانات التي كان يمكن الوصول إليها بسهولة. وعند مراجعة السير الذاتية لأكثر من 40 ألف عضو في مجالس الإدارة، استخدمنا تقنيات التعلم بالآلة لاستخراج الكلمات الأساسية ثم كررنا مخطط الترميز الخاص بنا. وصنف نموذج التعلم بالآلة أعضاء مجالس الإدارة بأنهم إما مطلعون، أو غير مطلعين، أو غير قابلين للتحديد. وراجعنا يدويّاً عينة عشوائية من أعضاء مجالس الإدارة لضمان دقة النموذج. وتمثلت مجموعتنا الأولية من المجالس التي تضم ستة أعضاء على الأقل في 3,228 شركة. وفي هذا الموضوع، تفحصنا 1,122 شركة- تلك التي إيراداتها أكثر من بليون دولار والتي امتلكنا من أجلها أربعة مقاييس أداء. وبعد تحليل العلاقة بين المجالس المطلعة رقمياً والأداء المالي وإجراء تقسيم وفق الصناعة، أعدنا إجراء التحليل لاختبار مدى أثر عدد أعضاء مجالس الإدارة المطلعين رقميّاً في النتائج. وأخيراً، أجرينا خمس مقابلات إضافية مع أعضاء في مجالس إدارة، وشاركنا النتائج معهم وسألناهم عما ساعدهم على زيادة اطلاعهم الرقمي وما الذي عمل مع الأعضاء الآخرين في مجالسهم.

بيتر ويل Peter Weill

بيتر ويل Peter Weill

أحد كبار الباحثين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ورئيس مركز أبحاث أنظمة المعلومات في كلية سلون للإدارة بالمعهد MIT Sloan School of Management.

توماس أيبل Thomas Apel

توماس أيبل Thomas Apel

رئيس مجلس الإدارة في شركة ستيوارت لخدمات المعلومات Stewart Information School of Management.

ستيفاني إل وورنر Stephanie L. Woerner (sl_woerner@)

ستيفاني إل وورنر Stephanie L. Woerner (sl_woerner@)

عالمة أبحاث في مركز أبحاث أنظمة المعلومات والمؤلفة المشاركة، مع ويل، لكتاب ما نموذج أعمالكم الرقمية؟ ستة أسئلة لمساعدتكم على بناء مؤسسة الجيل التالي What’s Your Digital Business Model? Six Questions (مطبعة هارفارد بيزنس ريفيو، 2018). 

جينيفر إس بانر Jennifer S. Banner

جينيفر إس بانر Jennifer S. Banner

الرئيسة التنفيذية لـشركات شاد Schaad Cos. والمديرة الرئيسية لـشركة بي بي أند تي BB&T Corp.. علقوا على هذا الموضوع في http://sloanreview.mit.edu/x/60310.

المراجع

المراجع
1 عَلّقت عدة أعضاء نساء في مجالس إدارة بأن الرقم ثلاثة كان أيضاً رقماً سحريّاً فيما يتعلق بجني فوائد التنوع بين الجنسين في المجالس. يُبرَز هذا المنظور في أبحاث فولكسفاغن.
Kramer, A.M. Konrad, and S. Erkut, “Critical Mass on Corporate Boards: Why Three or More Women Enhance Governance” (Wellesley, Massachusetts: Wellesley Centers for Women, 2006).
2 D.F. Larcker and B. Tayan, “Netflix Approach to Governance: Genuine Transparency With the Board,” working paper 3668, Stanford Graduate School of Business, Stanford, California, May 1, 2018.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى