دفع الابتكار الموجه بالاستدامة
يمكن للمؤسسات أن تلجأ إلى الابتكار لمعالجة المشكلات البيئية والاجتماعية – لكنها تحتاج إلى بناء الثقافة الصحيحة.
ليس من المستغرب إيلاء العديد من الشركات الكبيرة المتعددة الجنسيات اهتماماً متزايداً للابتكار الموجه بالاستدامة Sustainability-oriented innovation (الذي نعرّفه على نطاق واسع بأنه تحسينات من أجل الصالح الاجتماعي، وليس فقط مبادرات «خضراء»). وفي مواجهة التحديات والضغط المتزايد من الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمستثمرين والموظفين على الشركات لتكون أكثر وعياً بالآثار البيئية والاجتماعية لأنشطة الأعمال، فإن الشركات تسعى إلى تطوير طرق لأداء الأمور بشكل مختلف في الوقت الذي تسعى فيه أيضاً إلى إيجاد فرص للنمو. ونتيجة لذلك، تحاول شركات كثيرة الاستفادةَ من القدرات على صعيدي الإبداع وريادة الأعمال لدى موظفيهم؛ فيشجعونهم على تطوير منتجات أو خدمات أو نماذج أعمال جديدة تولد قيمة لكل من الشركة والمجتمع.
وليس الابتكار الموجه بالاستدامة جديداً – فقد درس الباحثون ذلك لأكثر من عقد. لكن مع تبني المؤسسات التقليدية لتكنولوجيات جديدة ونماذج أعمال، يجد البعض صعوبة في جعل الموظفين يفكرون كرواد أعمال، وهو أمر ضروري لبناء ثقافة مبتكرة تلتزم بحل المشكلات البيئية والاجتماعية. ولمعرفة ما تقوم به الشركات الرائدة لمعالجة هذا التحدي، أجرينا مقابلات مع مديرين في سبع شركات متعددة الجنسيات معترف بها لأنشطتها المتعلقة بالاستدامة: أكزو نوبل AkzoNobel (شركة هولندية للدهانات والمواد الكيميائية)، وإنترفيس Interface (شركة أمريكية لتصنيع السجاد)، وجونسون أند جونسون Johnson & Johnson (شركة أمريكية للمنتجات الطبية والأدوية والبضائع الاستهلاكية)، وبيرسون للتعليم Pearson Education (شركة بريطانية للتعليم والنشر)، وكونينكليكا فيليبس Koninklijke Philips (شركة هولندية تعمل في مجال الرعاية الصحية والإلكترونيات الاستهلاكية والإضاءة)، يو بي إس UBS (شركة سويسرية للخدمات المالية)، ويونيليفر Unilever (شركة هولندية – بريطانية للبضائع الاستهلاكية). وفي هذه المقالة، ندمج تجارب هذه الشركات مع الاستنتاجات المستخلصة من دراسات سابقة لتوضيح ما هو الابتكار الفاعل الموجه بالاستدامة، ولوصف الكيفية التي يمكن بها لهذه الشركات رعاية التفكير والسلوك الرياديين اللذين سيحفِّزان جهوداً كهذه.
لقراءة المزيد اشترك في المجلة رقميا أو ادخل حسابك